تعريف

تعريف بمركز الموسيقى من الشرق

تأسس مركز الموسيقى من الشرق في القدس عام 1996 على يد د. أبراهام شوشاني والمغني الاسرائيلي الشهير يِهورام غاون.

كان المركز قائما حتى وقت قريب في مبنى قديم وجميل في حي المصرارة الذي منه نشأت حركة الفهود السود الاسرائيلية.

هدف المركز هو تسليط الضوء على التقاليد الموسيقية من الشرق الأوسط، والتي تشكل جسرا بين اليهود والمسلمين في المنطقة، وجعلها محط اهتمام الجمهور الأوسع والأعم.

منذ تأسيسه كان المركز معقلا إبداعيا لمئات التلاميذ الذين أصبحوا اليوم في طليعة مشهد الموسيقى الكلاسيكية الشرقية.

في الحقيقة، قام المركز بدور حيوي في إحياء التقاليد الموسيقية الشرق أوسطية في اسرائيل والتي تم إهمالها لعقود عديدة.

جلب هذا التجديد معه تغيرات اجتماعية كبيرة في اسرائيل وساعد على تكوين مجتمع أكثر عدلا وتقبلا.

يمكن دراسة تنوعات عديدة من الآلات الموسيقية وأساليب الغناء في المركز.

يزخر المنهاج الدراسي بثروة من التقاليد الموسيقية الشرق أوسطية التي نشأت وتطورت في المنطقة، منذ العصور الوسطى حتى يومنا هذا.

حظي المركز مؤخرا بالاعتراف الأكاديمي وقمنا هذه السنة بالانتقال إلى مبنى جديد يجمع سويا العديد من مدارس الفنون تحت سقف واحد في حي نخلاؤوت التاريخي.

هذه التطورات الجديدة ستتيح للمركز الاستمرار بالنمو والتطور لسنوات عديدة قادمة، في سبيل الموسيقى والمدينة والمجتمع ككل.

المقام

كما هو حال الموسيقى الكلاسيكية الغربية، فإن الموسيقى الكلاسيكية الشرق أوسطية هي أيضا موسيقى فِناء صوتي وآلاتيّ مبني على نظام يدعى "المقامات" والذي يشار إليه في لغات مختلفة ب مُقام، نوبا، راغا وغيرها من الأسماء.

الفكرة الأساسية هي أن الفنان المؤدي يعتبر كذلك مؤلفا ضمن بنية المقام، ويمنح نفسه حرية تغيير بعض النغمات من أجل التعبير عن مزاجه في تلك اللحظة.

يقوم المؤدي بالتأرجح مقتربا ومبتعدا عن المركز النغماتي للمقام محولا إياه إلى حيز مراوغ بالمقارنة مع السلم الموسيقي الغربي المحدد بدقة.

يعكس هذا الأسلوب الروح الشرقية التي تعتبر مفهوم الوقت أكثر ذاتية وأقل موضوعية من نظيرتها الغربية.

يشكل هذا اختلافا عميق التجذر بين الشرق والغرب وعادة ما ينتج عنه سوء تفاهم فيما يتعلق بمفاهيم مثل الحسمية والحقيقية والمساومة إلخ.

تعتبر الحقيقة في المنظور الغربي أمرا حسميا وقطعيا، لكن الأمر مختلف في الشرق حيث يغدو المفهوم أكثر استدارة وتركيبا.

من منظور المستمع الغربي فإن أصوات النغمات الدقيقة في الموسيقى الشرقية قد تبدو وكأنها خارجة عن اللحن -نشاز- لأنه معتاد على السلم الغربي المكون من أنصاف نغمات فقط.

قد يبدو لهم بأن العازف أو الموسيقي الشرقي في موسيقاه يهمل أو يتخلى عن الدقة في الأصوات الموسيقية. بالطبع، بالنسبة للعازف الشرقي وللمستمع كذلك فإن الأمر ليس كذلك أبدا.

Share by: